تخيّل
قيل لي مرة
تخيّل
لو أنك اضطررت للسفر إلى دولة أجنبية
تجهل لغة أهلها ، ويجهلون لغتك
ولا تعرف فيها أحد ، ولا أين هو فندقك
فماذا تفعل ؟؟؟
تخيّل
لو أنك استيقظت صباحا في يوم من الأيام
ووجدت بيتك خاليا لا أحد فيه سواك
كل أهلك ومن يسكن معك قد سافروا جميعا
ولست تدري إلى أين ؟ لماذا ؟ أو متى ؟
أو كيف حدث أنك لم تشعر بهم أو أنهم لم يخبروك ؟
فماذا تفعل ؟؟؟
تخيّل
لو حشرت أو حبست مرة في مصعد لوحدك
توقف عليك فجأة
ورغم الصراخ و المناداة وضربك للجدران
لا أحد يسمعك
أنت تسمعهم من بعيد يذهبون و يأتون و يتحاورون
لكن لا أحد يسمعك أو يشعر بك و كأنك غير موجود
فماذا تفعل ؟؟؟
والآن تخيّل تخيّل
ماذا لو وضعوك في حفرة ضيقة
يلتصق فيها كتفاك بالجدار
فلا تقوى على تحريك إحدى يديك أو رجليك
وبدأت تشعر بأكوام التراب تنهال على وجهك و جسدك
حتى قضت على آخر فتحة تدخل إليك هواء الدنيا
أو ترى خلالها السماء فوقك
أنت تسمعهم فوقك يستغفرون و يوحّدون
ثم وقع أقدامهم و هم يرحلون
أتناديهم ؟؟
!!! إنهم لن يسمعوك
هذا هو قبـرك
أنزلوك نظيفا ملفوفا وسط التراب ، في غرفة ضيقة
وإنها قد تضيق و تضيق
فتعتصرك حتى تتداخل فيها أضلعك وعظام صدرك
وقد يفسح لك فيها على مد بصرك
وبعد فترة
ماذا سيتبقى منك سوى العظام والتراب ؟؟؟
النفس تبكي على الدنيا و قد علمت
أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخـير طاب مسكنه
وإن بناها بشر خاب بانيهـا
تعصي الإله و أنت تظهر حبه
هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا ً لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
إنما دنياك ســـاعة
فاجعل الســاعة طـــاعة
اسأل الله ان يكتب الفائده بما اختير من طرح .. دمتم احبتي في حفظ الله ورعايته